أدني مني إكشفي فخذيك فَقُلْتُ إنّي حَائِض
قالت: « فَكَشَفَتُ فَخِذَيّ، فَوَضَع خدهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذَي، وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتّى دَفِىءَ وَنَامَ».
رواه أبو داود (1/70 رقم 270) ومن طريقه البيهقي في سننه (1/313 1/55 حديث رقم 120) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عمارة بن غراب أن عمة له حدثته أنها سألت عائشة، قالت: « إن إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟ قالت: أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. دخل، فمضى إلى مسجده» – قال أبوداود: تعني مسجد بيته- فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد، فقال: فذكر الحديث.
الحديث ضعيف، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30. وفيه علل:
- عبد الرحمن بن زياد: وهو الأفريقي مجهول. قال البخاري في كتاب (الضعفاء الصغير307) » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي « ضعيف في الحديث عند أهل الحديث أمثال يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل» (سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).
وقال البزار « له مناكير» (كشف الأستار2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.
- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).
- وعمته مجهولة.
والحديث ضعفه المنذري في مختصر سنن أبي داود (1/177)، وقال الذهبي: « إسناده واه». (المهذب في اختصار السنن الكبير 1/312)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (9/1/114 الكبير)، وغيره.
وحتى ولو صح لم يكن للرافضة مطعن بهذا الحديث عند من آتاه الله عقلا وفقها، ولكن قارن هذا بما روى هؤلاء عن الباقر والصادق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويدعو لها، وفي رواية: حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها! وفي رواية: حتى يضع وجهه بين ثدييها. (مناقب! آل أبي طالب لابن شهرآشوب 3/114 بحار الأنوار للمجلسي 43/42 و55 و78 ومجمع النورين للمرندي 30 وكشف الغمة للإربلي 3/95 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري 53)
بل قال التبريزي في اللمعة البيضاء (235): « ساطعا عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، ورسول الله صلى الله عليه وآله كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة يشمها ويلتذ من استشمامها»!
فهل يقبل ذووا الفطرة السليمة أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع ابنته الشابة، وهو أغير من سعد!
وهل تجرأ النواصب والخوارج أن يضعوا حكاية بهذه الشناعة مثل هذه التي تطعن في فاطمة وأبيها؟ وليس غريبا على ابن شهر اشوب والمجلسي والمرندي والإربلي والتبريزي أن يكونوا نواصب مع كونهم شيعة (!).