أن الله خلق آدم على صورتهرواها الكليني (الكافي1/133). فإن قلتم ليس كل ما في الكافي صحيح:
قلنا: قد أطلق عبد الحسين الموسوي المعروف القول بصحة روايات الكتب الأربعة الكافي.. بل صرح بتواترها في كتابه (المراجعات ص325).
هذه نغمة جديدة أطلقتها فرقة الأصوليين من الشيعة مؤخرا وخالفتها الفرقة الإخبارية. وهم الذين لا يرون تتبع الأسانيد وفرز الصحيح عن الضعيف. ويلزم أن الشيعة قد وقعوا في الضلال طيلة قرون
وعند تعليق الخميني على قوله تعالى زعم أن « الله له أحدية جمع الكثرة. فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى» (شرح فصوص الحكم ص159).
ولما صحح المجلسي الرواية التي تتهم هشام بن الحكم بالجسم والصورة ذكر دفاع الشيعة عنه بأنه « لعله يقصد جسما لا كالأجسام وصورة لا كالصور» (مرآة العقول2/1).
وكذلك شرح قول ابن عربي « وكون الإنسان مخلوقا على صورته تعالى لأن الهيبة قد يكون من الصفات الفعلية» فقال الخميني « الهيبة ظهور الجلال الإلهي في الحضرة الإنسانية.. والأنس ظهور الجمال الإلهي في النشأة الإنسانية» (تعليقات على فصوص الحكم ص87).
بل زعم الخميني أن الله على صورة امرأة. فقال « لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة ، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى، إنَّها موجود ملكوتي ظهر في عالمنا على صورة إنسان، بل موجود إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة» وهذا موجود في الرابط الشيعي على الانترنت:
http://www.nasrallah.net/arabic/khomeini/books/book022.htmلقد أثبت صحة هذا الحديث الخميني في كتابه (زبدة الأربعين حديثاً) (ص264) الحديث الثامن والثلاثون بعنوان « أن الله خلق آدم على صورته» والذي أورد من طريق أهل البيت حجج الله على خلقه حسب اعتقادهم.
وإليكم نص الحديث:
فعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر(ع) عما يروون أن الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة ، اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال تعالى: وطهر بيتي وقال ونفخت فيه من روحي، ثم قال الخميني: « وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين السنة والشيعة، ويستشهد به دائماً، وقد أيّد الإمام الباقر(ع) صدروه وتولّى بيان المقصود منه».
وقد علق شيخهم محمد الكراجكي في (كنز الفوائد) تحت عنوان (تأويل الخبر) ما نصه: « إن سأل سائل فقال: ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تعالى خلق آدم على صورته؟ أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه له تعالى بخلقه، فإن لم يكن على ظاهره فما تأويله؟ الجواب: قلنا: أحد الأجوبة عن هذا أن تكون الهاء عائدة إلى الله تعالى، والمعنى أنه خلق على الصورة التي أختارها، وقد يضاف الشيئ إلى مختاره. ومنها أن تكون الهاء عائدة إلى آدم، ويكون المراد أن الله تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها، لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذي يكون أحدهم نطفة ثم علقة مضغة، ويخلق خلقا من بعد خلق ، ويولد طفلا صغيرا ثم يصير غلاما ثم شابا كهلا ، ولم يكن آدم (ع) كذلك ، بل خلق على صورته التي مات عليها .
و منها ما رواه الزهري عن الحسن قال مرّ النبي برجل من الأنصار وهو يضرب وجه الغلام له ويقول : قبح الله وجهك ووجه من تشبهه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بئسما قلت ، إن الله خلق آدم على صورته ، يعني صورة المضروب . وهذه أجوبة صحيحة والحمد لله) .
فهل (عبد الحسين) أعلم من الخميني؟! أم من الشيخ الكراجكي؟! أم يريد أن يعلم الخميني و الشيخ الكراجكي وأمثاله علم الحديث؟!!».
وقال شيخهم المحقق السيد هاشم الحسيني معلق كتاب التوحيد عند شرحه لهذا الحديث ما نصه « هذا الكلام وجوه محتملة: فان الضمير إما يرجع إلى الله تعالى فالمعنى ما ذكره الإمام (ع) هنا على أن يكون الاضافة تشريفية كما في نظائرها أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صفته في مرتبة الامكان وجملة قابلا للتخلق باخلاقه ومكرما بالخلافة الاليهة ، وإما يرجع إلى آدم (ع) فالمعنى أنه تعالى خلق جوهر ذات آدم على صورته من دون دخل الملك المصور للأجنة في الأرحام كما لا دخل لغيره في تجهيز ذاته و ذات غيره أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته هذه من ابتداء أمره ولم يكن لجوهر جسمه انتقال من صورة إلى صورة كالصورة المنوية إلى العلقة إلى غيرهما ، أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته التي قبض عليها ولم يتغير وجهه وجسمه من بدئه إلى آخر عمره ، وإما يرجع إلى رجل يسبه رجل آخر كما فسر به في الحديث العاشر والحادي عشر من الباب الثاني عشر فراجع ) .
و أخرج الصدوق بإسناده عن أبي الورد بن ثمامة عن علي (ع) قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول لرجل : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال: مه، لا تقل هذا، فإن الله خلق آدم على صورته.
قال الصدوق في شرح الحديث ما نصه: ( تركت المشبهة من هذا الحديث أوّله و قالوا: إن الله خلق آدم على صورته ، فضلوا في معناه وأضلوا ) .
مسكين (عبد الحسين) كم مرة يستعمل التقية والكذب والدجل فلا يفلح أبداً! يقول تقية أن « أبا هريرة إنما أخذه عن اليهود بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره، فإن مضمون هذا الحديث إنما هو عين الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من اصحاحات التكوين من كتاب اليهود».
فهل الخميني والأئمة من أهل البيت أخذوا عن اليهود بواسطة كعب الأحبار؟!! أو غيره ؟! نعوذ بالله من هذا الاثم والبهتان .
أربعة فطاحل يروون الحديث ويأبى « عبد البشر» إلا أن يتحامل على أبي هريرة رضي الله عنه دحضاً للحق ونصرة للباطل!
ولكن هل يستحي آية الكذب والدجل؟! بالطبع لا، فيقول دجلا « على أن أبا هريرة قد تطور في هذا الحديث كما هي عادته فتارة رواه كما سمعت، وتارة رواه بلفظ: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، ومرة رواه بلفظ: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته».
فاستمع إلى هذه الرواية الذي أخرج الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا(ع): يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله قال: إن الله خلق آدم على صورته ، فقال: قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث ، إن رسول الله مرّ برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه ، قبح الله وجههك ووجه من يشبهك ، فقال: يا عبدالله لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته».
وأما قول صاحب المراجعات: « إذا كان طول آدم ستين ذراعاً يجب مع تناسب أعضائه أن يكون عرضه سبعة عشر ذراعاً وسبع الذراع، وإذا كان عرضه سبعة أذرع يجب أن يكون طوله أربعة وعشرين ذراعاً ونصف الذراع لأن عرض الانسان مع استواء خلقه بقدر سبعي طوله فما بال أبي هريرة يقول طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً؟ فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه؟ كلا! بل قال الله تعالى وهو أصدق القائلين { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ فىِ أَحْسَنِ تَقْوِيم».
قلت: إن هذا الحديث قد رواه ثقتك الكليني في كافيه الذي تقول أنه أفضل وأتقن الكتب الأربعة عن أئمتك الذي تعتقد فيهم العصمة وبأنهم أفضل من الأنبياء!! ففي روضة الكافي(ص 195 ح 308) بإسناده عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء ؟ قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) إن الله عزوجل لما أهبط آدم وزجته حواء عليها السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبريل عليه السلام إن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً بذراعه وأغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعاً بذراعها .
فهذا إمامك المعصوم يقول « إن رجلي آدم كانت بثنية الصفا ورأسه دون الأفق! بل يقول: إنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس.. فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً! ، فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه ؟
أن علماءك عدّوا هذا الحديث من مشكلات الأخبار!! قال نعمة الله الجزائري في قصص الأنبياء (ص35) ما نصه « أقول هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الأخبار من وجهين ....».
ثم بين الجزائري هذين الوجهين، فراجعهما. كما أن عبدالله شبر قد شرح هذا الحديث في (مصابيح الأنوار1/405) في حل مشكلات الأخبار« من عشرة وجوه، فراجعها إن شئت. كما أن المجلسي في مرآته (26/171- 177 ) شرح هذا الحديث من عدة وجوه، قال: « إعلم إن هذا الخبر من المعضلات التي حيرت أفهام الناظرين والعويصات التي رجعت عنها بالخيبة أحلام الكاملين والقاصرين». انتهى من كتاب البرهان.